نادي الوداد الرياضي، أو كما يُعرف بالوداد البيضاوي، هو واحد من أعرق وأشهر الأندية الرياضية في المغرب وأفريقيا، تأسس في 8 مايو 1937 بالدار البيضاء على يد سبعة مؤسسين من بينهم محمد بنجلون التويمي والأب جيكو. بدأ النادي نشاطه بفريق لكرة الماء ثم سرعان ما توسعت فروعه التي شملت كرة السلة في 1938، وبعدها تأسس فريق كرة القدم في 1939 الذي أصبح الفرع الأكثر شهرة وتأثيرًا. منذ البداية، لم يكن الوداد مجرد نادٍ رياضي بل كان رمزًا للمقاومة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي؛ إذ جمع المغاربة في مواجهة الاستعمار عبر الرياضة، خصوصًا كرة القدم، التي كانت تعبيرًا عن الوحدة الوطنية ومجالًا للاحتجاج السلمي. تبنى النادي هذا الدور السياسي تحت قمع النظام الاستعماري، حيث كانت مباريات الوداد بمثابة منصات للتعبير الوطني، ما جعله محط اهتمام ومراقبة من طرف السلطات الاستعمارية، كما أن تمسك اللاعبين والجماهير بالوداد كان تعبيرًا عن الانتماء الوطني والقومية المغربية.youtube

على الصعيد الرياضي، حقق نادي الوداد نجاحات محلية وقارية مبهرة جعلته من أكثر الأندية تتويجًا في المغرب وأفريقيا. بلغ عدد ألقابه في الدوري المغربي 22 مرة، وهو رقم قياسي، كما فاز بكأس العرش 9 مرات وكأس النخبة المغربي 4 مرات. أما إنجازاته القارية فتركت بصمة كبيرة حيث تُوج بدوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات في أعوام 1992 و2017 و2022، وحصل على كأس السوبر الإفريقي مرة واحدة في 2018، كما نال لقب كأس الكؤوس الأفريقية عام 2002 وكأس الأفروآسيوية للأندية مرة واحدة بالإضافة إلى ألقاب إقليمية وعربية عدة مثل بطولة شمال أفريقيا وكأس إفريقيا الشمالية والبطولة العربية للأندية البطلة. إضافة إلى ذلك، يحتل الوداد المرتبة الخامسة في ترتيب أندية القرن الحادي والعشرين في أفريقيا حسب تصنيف الاتحاد الإفريقي، مما يعكس مكانته المرموقة ونفوذه الواسع في القارة.

قدم نادي الوداد عبر تاريخه نجومًا لامعين تركوا أثراً خالدًا في تاريخ الكرة المغربية والإفريقية. من بين هؤلاء النجوم عبد المجيد الظلمي ومحمد التيمومي، وهما من رموز النادي في عصور مختلفة، حيث جسدا الروح القتالية والفنية للوداد. كما عرف النادي فترة ذهبية شهدت تواجد “الثلاثي الذهبي” المكون من إدريس، عبد السلام، وشتوكي، الذين كان لهم مكانة كبيرة حتى أن نادي برشلونة الإسباني حاول استقطابهم بمبالغ مالية معتبرة، لكنهم رفضوا، مفضلين البقاء ضمن فريق يمثل هوية وطنية ومقاومة سياسية. هذا التمسك بالهوية والولاء للمغرب جعل من هؤلاء اللاعبين وأمثالهم رمزًا للمقاومة الوطنية داخل ملاعب كرة القدم، مع ما تحمّله النادي من ضغوط واستفزازات الاستعمار خلال مباراياته التاريخية.youtube

باختصار، نادي الوداد الرياضي أكثر من مجرد نادٍ كروي؛ إنه مؤسسة وطنية ورياضية تحمل رمزية نضالية ضخمة، تعكس تاريخ الكفاح الوطني المغربي في وجه الاستعمار. بقصته الحافلة بالإنجازات الرياضية والمحطات الوطنية والهوياتية، ظل الوداد أيقونة رياضية ووطنية كبيرة، ممثلة لجماهير واسعة من كل أنحاء المغرب، تلتف حوله في الفرح والانتصار، مهدية له مجدًا عظيما في تاريخ الرياضة الأفريقية والعربية والمحلية.youtube

هذا موقع مدونة متخصص في كل ما يتعلق بنادي الوداد الرياضي. نقدم آخر أخبار الوداد الرياضي، مواعيد المباريات، نتائجها، تحليلات الأداء، أخبار اللاعبين، وأبرز الأحداث الخاصة بالفريق. هدفنا أن يكون الموقع المصدر الأول لعشاق الوداد الرياضي في جميع أنحاء العالم العربي لمتابعة كل جديد عن النادي بسهولة وسرعة.

هذا الموقع يجمع فقط المقالات ذات الصلة. لعرض النسخة الأصلية، يرجى نسخ وفتح الرابط التالي:نادي الوداد الرياضي: تاريخ المجد والبطولات